البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : أصحاب ليكة اهلكوا بظهيرة


اللزومية السابعة والستون بعد الستمائة: وهي من لزومياته التي جرت عليه المطاعن ورد على ذلك في "زجر النابح" ردا مطولا ومن ذلك قوله في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: فأعوذ بالله من قوم يسمعون كلام الطاعن في هذا البيت ثم لا ينهونه عن ذلك لا جعلهم الله كما قال الطائي: لا يوحشنَّك من دهمائهم عددٌ=فإن أكثرهم بل كلَّهم بقرُ# ومن غرائبه في رده ما نسبه إلى النبي (ص) من أنه أباح لصحابته يوم أحد ان يطأوا على حمزة (ر) ومن طرائفه في رده روايته لقول قيس بن الخطيم: تخطو على بَرْدِيتين غذاهما=غَدِقٌ بساحة حائرٍ يعبوبِ# قال اليوسي في "كنز الكتاب" وقوله (على برديتين): أي على ساقين، كأنهما بَرْديَّتان، في بياضهما وصفائهما، واملساسهما. قال العجاج: كأنَّمَا عِظَامها برْدِيُّ =سَقَاهُ رِيَّا حائرٌ رَوِيٌّ# قال: والبرْدِيُّ أعقد له. ويقال: مكان حائر؛ إذا كان مطمئن الوسط مرتفع الحروف. ولهذا البيت أشباه جديرة ان تذكر فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة: وَتَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ غَذاهُما=سَوائِلُ مِن ذي جَمَّةٍ مُتَحَيِّرِ# وقوله: وَتَمشى عَلى بَرديَّتينِ غَذاهُما= يَهاميمُ أَنهارٍ بِأَبطَحَ مُسهَلِ# وقول كعب بن زهير: وَتَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ غَذاهُما =أَهاضيبُ رَجّافِ العَشِيّاتِ هاطِلِ# وقول ابن ميادة: وَساقانِ كَالبَردِيَّتَينِ غَذاهُما = بِوادي القُرى نَهرٌ تَدُبُّ جَداوِلُه# وقول المزرد الغطفاني: وتخطو على برديتين غذاهما =نمير المياه والعيون الغلاغلُ# وقول النابغة الشيباني: تَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ بِغابَةٍ =مَمكورَتَينِ فَما يَزولُ خِدامُها# ومما أخذ عليه في هذه اللزومية قوله: وَالعَقْلُ يَعْجَبُ لِلشُّرُوعِ تَمَجُّسٍ=وَتَحَنُّفٍ وَتَهَوُّدٍ وَتَنَصُّرِ# فَاِحْذَرْ وَلا تَدَعِ الأُمورَ مُضَاعَةً=وَاِنْظُرْ بِقَلْبِ مُفَكِّرٍ مُتَبَصِّرِ# ومن طرائفه فيها قوله: وَالطُّولُ في وُسْطَى البَنانِ لِعِلَّةٍ=كَالنَّقْصِ في إِبْهامِهَا وَالخِنْصَرِ# وهي مسألة شغلت الفلاسفة قديما وحديثا وقالوا فيها أقوالا كثيرة. انظر في ذلك كلام ابن سينا في كتابه الطبيعيات وأوله: (وأما الأصابع فانها آلات تعين في القبض على الأشياء) واستنبط نديم عدي عنوانا للزومية من الأبيات (5، 6، 7) وهي اللزومية السابعة و الثمانون بعد المائة في قافية الراء / عدد أبياتها13) (الكامل): الله والمادة القديمة: الراء المكسورة مع الصاد: ص764_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. ***** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر ما عدا البيتين (1،3) ذكرهما ابن بسام في (الذخيرة). وننوه هنا إلى أن البيت (5،6) هو القطعة رقم (71-72) والبيت (10،11) هو القطعة رقم (73-74) من كتاب "زجر النابح" ص134 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: آلَيْتُ لا يَنْفَكُّ جِسْمِيَ في أَذىً####حَتّى يَعُودَ إِلى قَديمِ العُنْصُرِ وَإِذا رَجَعْتُ إِلَيْهِ صارَتْ أَعْظُمي####تُرْباً تَهَافَتُ في طِوالِ الأَعْصُرِ (71): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: فأعوذ بالله من قوم يسمعون كلام الطاعن في هذا البيت ثم لا ينهونه عن ذلك لا جعلهم الله كما قال الطائي: لا يوحشنَّك من دهمائهم عددٌ=فإن أكثرهم بل كلَّهم بقرُ#(1) أفلا يعلم كل من له حِسٌّ أنّ من يشتكي يده أو رجله أو غيرهما من أعضاء الجسد، إذا سكن بالموت فقد زال عنه ذلك الألم؟ ولا اختلاف بين الأمم في ذلك. وفي الحديث المأثور أن النبي صلى الله عليه وسلم في أحُد لمّا قُتل عمه حمزة -رضوان الله عليه- وقع في طريق الخيل، فتهيّب المسلمون العبور عليه، فقال: (طؤوه بحوافرها فإنما هو اليوم مَدر) فأعلم بان بهذه المقالة أن الجسد بعد الموت لا يبقى فيه حسّ يجد به الألم وقال ابن مقبل(2): هل الدهر إلاّ تارتان فمنهما= أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح# وكلتاهما قد خُط لي في صحيفتي=فلَلْعيش أهوى لي وللموتُ أروحُ# وابن مقبل إسلامي وقد رأى الصحابة وسمع الكتاب المنزل. ودعاؤه(3) أن هذا القول كقول الفلاسفة بهتان مبين. لأن (العنصر) يتكلم فيه جميع العرب، ويقولون: فلان من عنصر كريم ومن عنصر لئيم وقد مضى الكلام في (القديم) إنما يُعنى به ما كان قبل غيره في الزمن وإن كانت المدة قصيرة، كما يقال: عنترة العبسي أقدم من ابن مقبل. ونحو ذلك قول المرقش(4): لابنة عجلان بالجزع رسوم=لم يتعفين والعهد قديم# وإنما أراد بالقديم ما أتى له سنتان أو ثلاث، لأن الشعراء بذلك عرفت عادتهم، فإن زادوا عن ذلك المقدار فإنما يبلغون عدداً ليس بمتطاول إذا عاشه مولود في زمن قيل له شبابُ مقتبلَ قال امرؤ القيس: وهل ينعمَنْ من كان أقدم عهده=ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوالِ؟#(5) فهذا يدّل على أنّ المرقش انما اراد بالقديم نحو ما أراد به امرؤ القيس وأبان النابغة تقادم العهد بأكثر من هذه المدة فقال: توهمت آيات لها فعرفتها=لستة أعوام وذا العام سابع#(6) وقد بلغ زهير من الحجج عشرين فقال: وقفت بها من بعد عشرين حجةً=فلأياً عرفت الدار بعد توهم#(7) فهذه المُدَد كلها قديمه عند العرب. فكيف يستجيز القائل أن يَدّعي ان قوله(8): ( قديم العنصر) يريد به مذهب الفلاسفه ويحكم بذلك حكماً يزعم انه موجب الرّدةَ والميل عن الحجة؟ (هـ). هذا كلام الشيخ على هذا البيت. (72): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الثاني: ما الذي أنكر من هذا القول البيِّن في المعقول، المدرك بالحس: أن تصير هذه الأجساد هباءً، فما ظهر منها للريح عصفت به كما تعصف بالتراب. هذا اعتراضٌ ما جواب من ينطق بمثله إلا الصمت. فإن لم تصبر الغريزة على الصموت فانما يجب أن تؤخذ بأدب الآية: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (9)(هـ). هذا كلام الشيخ أبي العلاء (169_آ). @ وَالعَقْلُ يَعْجَبُ لِلشُّرُوعِ تَمَجُّسٍ####وَتَحَنُّفٍ وَتَهَوُّدٍ وَتَنَصُّرِ فَاِحْذَرْ وَلا تَذر الأُمورَ مُضَاعَةً####وَاِنْظُرْ بِقَلْبِ مُفَكِّرٍ مُتَبَصِّرِ (73): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: ما أجهل هذا الملحد وأقلّ معرفته بالكلام. أيجعل التعجب من الشيء إنكاراً له، أي نفياً؟ فأبعده الله! أما سمع قوله تعالى في الحكاية عن الجنّ: (إنا سمعنا قرآنا عجبا) (10) ؟ وإنما عجبوا من عِظَم شأنه وإعجازه. ولم يزل العَجَبُ والتعجب يقعان في أصناف الأقوال على معنى استحسان الشيء والمدح له قال قيس بن الخطيم: (11) تخطو على بَرْدِيتين غذاهما=غَدِقٌ بساحة حائرٍ يعبوبِ# ممكورة يغدو عليها...=...منها لأي عجيب# (12) والتعجب الذي وضعه النحويون انما هو من عِظَم الشيء لا من انكاره والتهاون فالعقل يعجب من حسن التحنّف وعظمه وعاجل منفعته. وإن من يجعل مثل هذا نكيراً لغير مأمون أن يدعي على القائلين (لا اله الا الله )إنهم ملحدون لأنهم ابتدءوا في أول كلامهم بالنفي والاصغاء الى مثل هذا المتكلم تقوية للحديث: ( لا تقوم الساعه حتى[...]. (13) (74): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الثاني: ما الذي ينكر على هذا البيت وهو متابع للكتاب العزيز لأن فيه التحذير من عقاب الله سبحانه والتفكر في عظيم مصنوعاته وبديع قدرته، وذلك مندوب إليه في غير موضع في القرآن كقوله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). (هـ) (14) هذا كلامه. (169-آ) * ** (1)البيت في قصيدة لأبي تمام في مدح عمر بن عبد العزيز الطائي (الديوان 2/184-190) مطلعها: يا هذه أقصري ما هذه بشرُ=ولا الخرائد من أترابها الأُخَر# ويروى (لا يدهمنَّك) بدلاً من (لايوحشنَّك). (2)هو تميم بن أبيّ بن مقبل شاعر جاهلي أدرك الاسلام، أخباره في الشعر والشعراء (1/424-428). البيتان من قصيدة أوردها المرصفي في رغبة الآمل (7:96) (3)الضمير يعودعلى الطاعن. (4)هو ربيعة بن سفيان الملقب بالمرقش الأصغر من الشعراء العشاق الفرسان في الجاهلية، والبيت مطلع قصيدة له في المفضليات (2/47). (5)البيت من قصيدة لامرئ القيس (الديوان 138) مطلعها: ألا عم صباحا أيها الطلل البالي=وهل يعمن من كان في العصر الخالي# (6)البيت من اعتذارية للنابغة الذبياني (الديوان 49-57) مطلعها: عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع=فجنبا أريك فالتلاع الدوافع# (7) البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة. (8) أي قول أبي العلاء في البيتين اللذين هما محل الاعتراض. (9)سورة الفرقان (63) (10) سورة الجن 1 (11)قيس بن الخطيم شاعر الأوس في الجاهلية أدرك الإسلام ومات قبل أن يدخل فيه (الأعلام 6/55). (12)البيت الأول من قصيدة لابن الخطيم في ديوانه (ص5) وفي حماسة ابن الشجري مطلعها: أنَّى سَرَبتِ وكنتِ غيرَ سروبِ=وتقرّب الأحلامُ غيرَ قريب# والماء الغدق: الغزير الكثير. والحائر: المكان الذي يتحيَّر فيه الماء إذا امتلأ أي يتردّد. واليعبوب: النهر الكثير الماء الشديد الجرية. والشاعر يشبه في هذا البيت ساقي المرأة بساقي نبتتين مخضلتين من نبات البرّدي في أرض رواها المطر الغزير. وقد ورد هذا البيت أيضاً في المقاييس (2/123و4/24) أما البيت الثاني فليس في الديوان ولا في حماسة ابن الشجري، ولذك لم يتيسر تدارك الكلمات التي وردت فيه مطموسة في الأصل. وقوله ممكورة في أول هذا البيت: أي ممتلئة. (13)تتمة الحديث: مطموسة في الأصل. وهناك أحاديث كثيرة في علائم الساعة تناسب المقام لا ندري أيها المقصود. (14) سورة آل عمران.


الى صفحة القصيدة »»