البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : تفهم يا صريع البين بشرى


القصيدة السادسة و الخمسون حسب شروح سقط الزند: ص1141/ عدد الأبيات (12) وقال يخاطب بعضَ أهل الأدب: (1) (1)في البطليوسي: (وقال يجيب شاعراً مدحه). وفي الخوارزمي: (وقال أيضاً في الوافر الأول والقافية من المتواتر، يخاطب بعض أهل الأدب). القصيدة سادس ما ورد في القسم الذي اصطلحنا على تسميته "غزليات أبي العلاء" انظر كلامنا عن هذا القسم في مقدمة القصيدة (51) وهي تجري مجرى الغزل وإن لم تكن غزلا، لأنه يخاطب فيها رجلا اشتهر بتولعه بالنساء، يعرف ب(صريع البين) وكان شاعرا أيضا من أصدقاء أبي العلاء، لم نقف على ذكر له في كتب الأدب والتاريخ سوى ما في شروح سقط الزند في شروح هذه القصيدة والقصيدة التي تليها ويرجح أنه هو المخاطب أيضا بالقصيدتين (7) و(65) انظر ما حكيناه في مقدمتها وذهب ابن خلكان إلى أن المخاطب بالقصيدة هو صريع الدلاء وهو (أبو الحسن علي بن عبد الواحد الفقيه البغدادي، المعروف بصريع الدلاء قتيل الغواشي ذي الرقاعتين) قال: ورأيت في نسخة من ديوان شعره أنه أبو الحسن محمد بن عبد الواحد القصار البصري، وكانت وفاته في سابع رجب سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، فجأة، من شرقة لحقته عند الشريف البطحائي، .... وفيه قال أبو العلاء المعري: دعيت بصارعٍ فتداركته= مبالغةٌ فرد إلى فعيل# كان طلب منه شراباً وما يليق به، فسير له قليل نفقة، واعتذر بهذه الأبيات) ا.هـ. وقدم الخوارزمي للقصيدة 56 بقوله: ( يخاطب رجلا كان يلقب بصريع البين، وكان أبو العلاء قد أنفذ إليه من النُزُل شيئا؛ لأنه وقع في تلك الديار غريبا) والنُزُل الضيافة، وسوف تكون القصيدة الأولى محور حديثنا هذا لأهميتها ونشير إلى أنه في القصيدة الثانية قد صريح بكون صريع البين من أهل بغداد، وافتتح القصيدة بلومه على إكثاره من وصف الخمر في شعره فكأنه خال الخمرة أو عمها بل أبوها كما في البيت الثاني ومطلع القصيدة(57): أواليَ نعت الراح من شعفٍ بها= كأنك خال للمدامة أو عم# وفيها قوله : فكيف طرقت الشأم والشأم دونه= جبال تردى بالرباب وتعتم# ومن بعض جارات العراقين بابل = وعانة والصهباء عندهما جم# ويفهم من أبيات في كلا القصيدتين أن صريع البين هذا كان رجلا ثريا كل ما بعث به إليه أبو العلاء لا يكفيه نفقات يوم واحد قال في الأولى: قد اسْتَحْيَيْتُ منكَ فلا تَكِلْني = إلى شيْءٍ سِوى عُذْرٍ جَميل# وقد أنْفَذْتُ ما حَقّي عَلَيْهِ = قبيحُ الهَجْوِ أوْ شَتْمُ الرّسول# وذاكَ على انفِرادِكَ قوتُ يوْمٍ = إذا أنْفَقْتَ إنفاقَ البَخيل# فكيف وأنتَ عُلْوِيُّ السّجايا = فليس إلى اقتِصَادِكَ من سَبيل# وقال في الثانية: لك الخير قد أنفذت ما هو ملبسي= حياءً وعند الله من قائلٍ علم# ولو أنه أضعاف أضعاف مثله = من التبر لم يثبت له في نداك اسم# ويرجح أن زيارة صريع البين لأبي العلاء كانت في حدود سنة 403 بعد رجوع أبي العلاء من بغداد لأنه يشكو في قصيدتيه القلة، فإنْ يَكُ ما بَعَثْتُ به قليلاً = فلي حالٌ أقَلُّ مِن القَليل# وكان أبو العلاء معدودا من الأثرياء لما ذهب إلى بغداد أواخر عام 398هـ فلما عاد عام (400هـ) وجد ثراءه قد ذهب مع الريح كما أشار في التائية التي مطلعها: (هات الحديث عن الزوراء أو هيتا) والتي بعث بها إلى القاضي أبي القاسم علي بن المحسن بن أبي الفهم التنوخي وفيها يصف مفاجأته بموت أمه وبأن ثراءه قد غدا مسفوتا أثارَني عنكُمُ أمْران والِدَةٌ = لم ألْقَها وثَراءٌ عاد مَسْفوتا# أحْياهُما الُله عَصْرَ البيْنِ ثمّ قَضَى = قَبْلَ الإياب إلى الذُّخْرَين أنْ مُوتا# وهو يدعو صريع البين في القصيدة الأولى لقضاء أمسية صفاء لا على الخمرة وإنما على تجاذب بحور الشعر: فهَبْ أنّي دَعَوْتُكَ للتّصافي= على غيرِ المُعَتَّقَةِ الشَّمول# على راحٍ من الآدابِ صِرْفٍ = ونُقْلٍ من بَسِيطٍ أوْ طَوِيل# وأعجب شيء رأيناه فيما يتعلق بالقصيدة الأولى التي نحن في صفحتها أنا لم نقف على ذكر لبيت من أبياتها في كتب الأدب إلا في رسالة أبي عامر أحمد ابن غَرْسِيّة تلك الرسالة الشعوبية المشهورة والتي بعث بها إلى أبي جعفر ابن الجزّار =في الأصل: الخراز، تصحيف= يدعوه فيها أن يترك المعتصم بن صمادح إلى حضرة ابن مجاهد العامري. وقد تمثل فيها بسبعة أبيات من قصيدة أبي العلاء مع أن ابن غرسيّة معاصر لأبي العلاء من أهل مدينة دانية في الأندلس، وهو مسيحي من سبي البشكنس وقد يكون ابن ملكها غرسيّة بن شانجة =وكان أسر غرسية بن شانجة سنة 385هـ= ووقع ابن غرسيّة في سبي ابن مجاهد لما فتح بلاد البشكنس وهو الذي سماه أحمد. والرسالة رواها ابن بسام في الذخيرة ونقل ابن سعيد ترجمته في كتابه "المُغرب" عن كتاب المسهب للحجاري وليس لابن غرسيّة ترجمة في غير كتاب المغرب اليوم. !! وقد طبعت رسالة ابن غرسيّة في القاهرة بتحقيق لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1953 وعليها ردود قديمة كما قال ابن بسام (وأجتلب فصولا من رسائل جلائل لبعض أهل العصر ردوا عليه وبكتوه، حتى أسكتوه، وإن كانت طويلة، فهي غير مملولة، لما تشتمل عليه من المآثر العربية، والمفاخر الإسلامية). وأشهرها رد أبي جعفر الجزّار ورد ابن صبرة الغافقي. (ت ؟؟) ورد أبي الطيب عبد المنعم القروي وأبي جعفر ابن عباس وقد أورد ابن بسام كل هذه الردود وتمثل ابن غرسية في رسالته بأبيات أخرى لأبي العلاء منها: جَمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهُم = بعدَ المماتِ جَمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ# والبيت: يا ابن الأولى غيرَ زَجْرِ الخيلِ ما عرَفوا= إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشاء والعَكَرِ# ورواه: (من الألى) ومما تمثل فيها من شعر المتنبي البيت: شَرَفٌ يَنطِحُ النُجومَ بِرَوقي= هِ وَعِزٌّ يُقَلقِلُ الأَجبالا# وتمثل بأبيات لا وجود لها في غير رسالته. وقد فخر بها برسول الله محمد (ص) فقال: (فلا فخر معشر العربان الغربان، بالقديم المفرَّى الأديم، لكن الفخر بابن عمنا، الذي بالبركة عمنا، الإسماعيلي الحسب، الابراهيمي النسب، الذي به انتشلنا الله تعالى وإياكم من الغواية والعماية): لله مما قد برا صفوة = وصفوة الخلق بنو هاشم# وصفوة الصفوة من بينهم = محمد النور أبو القاسم# وهذان البيتان يوهمان أنهما من شعره وقد نسبهما إليه القلقشندي إلا أنه صحف اسمه إلى (ابن عرسية) وليس بصحيح لأن البيتين ذكرهما المسعودي في مروج الذهب ووفاته سنة (346هـ) قبل مولد ابن غرسية واما البيتان: فلا تتبشع ممض العتاب= يلقاك يوما بلقياه لاق# فإن الدواء حميد الفعال = وإن كان مرا كريه المذاق# فيرجح أنهما من شعره وقد ختم رسالته بأبيات أبي العلاء السبعة. أما وفاة ابن غرسيّة فلم نر من ذكرها وفي بعض المصادر أنه مولى إقبال الدولة ابن الملك المجاهد واما الملك الموفق مجاهد صاحب دانية فوفاته سنة 436هـ وهو مملوك رومي وقولهم العامري بالولاء ليس إلى بني عامر وإنما إلى عبد الرحمن الناصر بن المنصور محمد بن أبي عامر أمير الأندلس


الى صفحة القصيدة »»